عاصمة الجنوب العربي
تقع مدينة عدن على فوهة بركان خامد وكانت اشبه بجزيرة. حيث تكون ميناء عدن التاريخي بفعل تعاقب عملية طغيان البحر وانحساره وبتوالي عمليات التعرية المختلفة على فوهة البركان لتكون برزخ (خورمكسر) ولتصبح عدن شبه جزيرة.
كان أول من استخدم هذا الميناء الطبيعي مملكة أوسان ما بين القرن السادس إلى السابع قبل الميلاد. يبلغ عدد سكان مدينة عدن حالياً حوالي 800,000 نسمة وتعطي عدن اسمها لخليج عدن.
تتكون عدن من عدة مديريات تشكل أسماء مدنها وهي:
وفي منطقة البر الرئيسية تقع المناطق التالية:
الجانب الشرقي من عدن يشكل أراضي واسعة تسمى منطقة عدن الصغرى (بالإنجليزية: Little Aden) وتضم ميناء طبيعي أخر في شبه جزيرة بركانية وتشكل تقريبا صورة طبق الأصل للميناء الرئيسي في الغرب. أصبحت عدن الصغرى موقع مصفاة للنفط وميناء للتزود بالوقود لشركة بريتيش بتروليم (BP) التي أنشئتها واداردتها إلى أن تم تسليمها إلى الحكومة اليمنية الجنوبية عام 1977.
أشار المؤرخ عبد الله محيرز إلى ما ورد في المعاجم اللغوية لمعنى كلمة عدن فقد أعطتها معانيَ كثيرة شملت: عدن بمعنى الإقامة، وعدن البلد أي يسكنها، وعدنت الإبل أي لزمت مكانها، وعدن الأرض أي سمدها وهيأها للزرع، وعدن المكان أي استخرج منها المعدن. والعدان رجال مجتمعون كل هذه المعاني تعطي مفاهيم متشابهة هي: (الاستيطان مع ما يجعل الاستقرار ممكناً للزراعة والتعدين ورعي الدواب). - وتورد القواميس معنى آخر لعدن: بأنها تعني ساحل البحر. - أما المصادر التاريخية العربية تورد ما يلي: هي نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري، وعدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند المؤرخين كابن المجاور، وهي عنده أيضاً نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم، وهي مشتقة من الفعل (عدن) أو من معدن الحديد.
الأسطورة المحلية في عدن واليمن أن المدينة قديمة قدم التاريخ الإنساني نفسه ويعتقد ان قابيل قتل هابيل ودفنه في في مكان ما في المدينة.[2] أدركت مملكة أوسان مبكراً أهمية ميناء عدن واستطاعت أن تحتكر حركة التجارة البحرية فامتد نشاطها التجاري حتى وصل إلى سواحل أفريقيا، وغدت تشكل بتوسعها خطراً ليس فقط على جارتيها مملكة حضرموت ومملكة قتبان وإنما على مملكة سبأ أيضاً، فتحالفت جميعها على إيقاف طموح الأوسانيين، فقام المكرب السبئي كرب إل وتر وابن ذمار علي باجتياح الأراضي الأوسانية، وأمعن في هدم الأسوار وإحراق المدن وسلب الممتلكات في القرن السابع قبل الميلاد.
وبسبب موقع الميناء المهم على الطريق البحري بين الهند وأوروبا فقد سعى الحكام على السيطرة علية في أوقات مختلفة من التاريخ. كانت عدن تعربف بـ (Arabian Eudaemon) في القرن الأول للميلاد. وكانت نقطة وكانت نقطة ترانزيت للتجارة في البحر الأحمر. في القرن الأول بعد الميلاد عانت عدن بسبب تغير طرق التجارة البحرية وعدم المرور عبرها. وصفت عدن في تلك الفترة بقرية على الشاطى ولم تكن كريتر متطوره كثيراً. لم يتم ذكر وجود تحصينات دفاعية في تلك الفترة وكانت عدن اشبه بجزيرة أكثر من شبهها بشبه جزيرة حيث ان البرزخ القائم حالياً والمتكون من مدينة خورمكسر حالياً لم يكون مستوياً بالشكل الذي عليه اليوم حيث كانت المساحات البحرية تحيط بها من معظم الجوانب.
بالرغم من أن حضارة حمير التي كانت قائمة في اليمن في عصر ما قبل الإسلام كانت قادرة على بناء منشئات كبيرة الا انه لم يذكر وجود تحصينات قوية في مدينة عدن في تلك الفترة. فوجود تحصينات ضخمة في مأرب وحضرموت وغيرها من مناطق اليمن تدل أن الحضارة السبئية والحميرية كانت قادرة على ذلك. لكن يحتمل وجود ابراج مراقبة تم تدميرها. لذلك تنسب أول التحصينات الدفاعية في مدينة عدن لبنو زريع حيث تم بنئاها لسببين: للتصدي للقوى المعادية والمحافظة على الإيرادات عن طريق التحكم في حركة البضائع، وبالتالي منع التهريب. بعض هذه الأعمال كانت ضعيفة نسبياً ولكن بعد 1175م بدأت التحصينات الأكثر صلابة بالظهور. في 1421 بعث امبراطور الصين من اسرة مينغ اسطول زينج-هي البحري محمل بالهداية الثمينة لحاكم عدن. وأبحر الأسطول من سومطرة إلى عدن لإتمام المهمة.
بنو زريع (470هـ / 1077م) (569هـ / 1173م): ينتهي نسب بنى زريع إلى المكرم اليامي الهمداني أحد حلفاء الصليحيين، وقد قاموا بتنصيب ولدي المكرم العباس والمسعود على حصني جبل التعكر وجبل الخضراء على التوالي لكل منهم على أن يؤدوا خــراج عَدَن(مائة ألف دينار) للحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي حيث إن الملك علي بن محمد الصليحي جعل الخراج مهراً لها بزواجها من ابنه المكرم أحمد بن علي الصليحي، وقد انتعشت عدن في عهد بنى زريع الذي يعد من أزهى عصور ازدهارها حيث نشطت حركة التجارة، شيد بنو زريع الحصون والدورَ وهم أول من أحاط عَدَن بسور، وقد اشتغلبنو زريع بحكم عَدَن وما جاورها؛ في أواخر عهد الدولة الصليحية في السنوات الأخيرة لحكم الحرة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي دار صراع بين صاحبي الحصنين آنذاك سبأ بن أبي السعود وابن عمه علي بن أبي الغارات انتهى بانتصار الأول، وتمكن بعدها بنو زريع من حكم المناطق المجاورة لعَدَن، وتطور العمران خلال فترة حكم الداعي عمران بن محمد بن سبأ بن أبي السعود الذي بنى دار المنظر، وكان الازدهار شاملاً في عهده بكافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأدبية حيث ضم بلاطه نخبة من العلماء والفقهاء والأدباء مثل الشاعر الأديب أبوبكر العدني، والشاعر الأديب المعروف عمارة اليمني، كما قام الداعي عمران ببناء منبر جامع المنارة، وتواصل بنو زريع مع الدولة الفاطمية في مصر بعد زوال الدولة الصليحية، وكانوا يؤدون الخراج لها واستمر التواصل معها إلى أن تم القضاء على الدولة الفاطميةمن قبل الأيوبيين.
بعد ذلك جاء سيف الإسلام طغتكين بن أيوب " شقيق آخر لصلاح الدين الأيوبي " وشيد بها دار السعادة مقابل (الفرضة) باتجاه منطقة حقات.
انظر مستعمرة عدن
في 22 يناير 1838 وقع (سلطنة لحج|سلطان لحج) محسن بن فضل العبدلي معاهدة بالتخلي عن 194 كيلومتر مربع (75 ميلا مربعا) لصالح مستعمرة عدن وذلك تحت ضغوط البيرطانيين مقابل شطب ديونه التي يقال انها كانت تبلغ لاتتجاوز 15 ألف وحدة من عملة سلطنته، مشترطا أن تبقى له الوصاية على رعاياه فيها. وفي 19 يناير 1839، نزلت قامت شركة الهند الشرقية البريطانية بانزال مشاة البحرية الملكية لاحتلال الإقليم. كان الميناء يقع على مسافة متقاربة بين كل من قناة السويس وبومباي (مومباي)، وزنجبار، وكلها كانت ممتلكات هامة للبريطانيين. حيث كانت عدن نقطة الوسط للمخازن ومحطة في طريق للبحارة في العالم القديم للتزود بالمياه. وفي منتصف القرن التاسع عشر، أصبح من الضروري التزود بالفحم والماء. وبذلك أصبحت عدن موقعاً مهما للتزود بالفحم حيث كانت المحطة تقع في الـ Steamer Point (التواهي حالياً). وبقت عدن تحت السيطرة البريطانية حتى عام 1967.
حتى 1937 وعدن تحكم كجزء من الهند البريطانية وتعرف باسم مستعمرة عدن. في عام 1857 تم إضافة 13 كيلومتر مربع بضم جزيرة بريم، وفي عام 1868 تم إضافة 73 كيلومتر مربع بضم جزر كوريا موريا، وفي عام 1915 تم إضافة 108 كيلومتر مربع بضم جزيرة كمران.